pregnancy

ثمانية أعمال عربية لم تُعرض لأسباب سياسية

لا يتوقف دور السينما والدراما على التّرفيه وحسب، بل إنّه يمتدّ لتجسيد الواقع بما فيه من آلامٍ وأزمات، ويصل إلى حدّ التأثير عليه وتغييره في بعض الأحيان عبر استنهاض مشاعر المشاهدين وتوجيهها. لذلك عادةً ما تخشى بعض الدّول من مناقشة المسلسلات والأفلام لبعض “المحرّمات” كالدّين والسّياسة. لم تكن الأفلام والمسلسات العربية بمنأى عن أوامر الرقابة، حيث أن السينما والدراما العربيتان كان لهما نصيبٌ من الحظر ومنع العرض لأسبابٍ عديدة تعدّ السّياسة من أبرزها وأكثرها إثارةً للجدل. سنخبركم في هذا التّقرير عن ثمانية من أبرز المسلسلات والأفلام العربية الّتي مُنع عرضها – أو عرض أجزاء منها – لأسبابٍ سياسيّة.

الأفلام

1-    ليلى بنت الصّحراء

يناقش الفيلم المصري الذي أُنتج في1937 فساد وطغيان “كسرى” ملك الفرس عبر قصة شابين يدبران لاختطاف فتاة بدوية تدعى “ليلى” بعد أن قطعا على نفسهما عهدًا أن تكون ليلى من نصيب كسرى. وصدر قرار من وزارة الخارجية المصرية بعد عامٍ من عرض الفيلم بمصادرته ومنع عرضه داخليًا أو خارجيًّا وذلك بسبب زواج شقيقة الملك فاروق الأميرة فوزية من رضا بهلوي شاه إيران حتّى لا يُأثّر الفيلم على الزيجة باعتباره يسيء إلى كسرى إمبراطور إيران.

2-  مسمار جحا

فيلم مصري من إنتاج يونيو 1952 أي قبل ثورة يوليو بشهر، من بطولة إسماعيل ياسين، عباس فارس وكمال الشناوي. ينتقد الفيلم الملك فاروق وحاشيته و يجسد فساد السلطة الحاكمة في مصر حينها عبر شخصية “جحا” وهو إمامٌ يكشف للنّاس مساوئ الاحتلال الإنجليزي وينتقد الحاكم الذي يساير قوات الاحتلال الّذي يقوم بفصله عن عمله ويأمر بالقبض عليه. وكانت قد منعت السلطة المصرية عرض الفيلم باعتباره يسيء للعهد الملكي.

3- الله معنا

فيلم مقتبس عن قصة للكاتب والروائي المصري إحسان عبد القدوس، من إنتاج 1955 ومن بطولة فاتن حمامة، محمود المليجي، عماد حمدي، وماجدة. تدور قصة الفيلم حول النّكبة الفلسطينية والفساد في الجيش آنذاك الّذي- حسب الفيلم – تسبّب بخسارة الحرب، حيث أنّ الفيلم يحكي عن عددٍ من رجال الجيش الّذين يقفون وراء توريد أسلحةٍ فاسدةٍ للمقاتلين الّذين بدورهم أدركوا الأمر وأرادوا الانتقام، فانتهوا بإسقاط الملك.
وقرّر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر منع عرض الفيلم خوفًا على صورة الجيش المصري أمام الشّعب، كما أنّه كان يخشى من تعاطف الشعب مع الملك فاروق. ولكنّه سمح بعرضه بعدها فترة بعدما أمر بإزالة شخصية الرئيس السابق محمد نجيب من الفيلم.

 4- البريء

من أكثر الأفلام المصرية إثارةً للجدل، من إنتاج 1986 ومن بطولة أحمد زكي، محمود عبد العزيز، جميل راتب وممدوح عبد العليم، يناقش العديد من القضايا الحسّاسة كمفهوم الطاعة العسكرية في الحياة النّظامية والعسكرية، وفكرة تناقضها مع مصلحة الوطن، وفكرة الجلاد كصنيعة السلطة والّذي يتحوّل إلى النّقيض فيثور على صانعيه، ويصل حتّى القضاء عليهم.
وكان الفيلم قد واجه صعوباتٍ عديدة بداية من رفض وزارة الدّفاع عرضه بعد أن اتهم أحد الأشخاص العاملين على الفيلم بتصويره في داخل إحدى المعتقلات الحقيقية، ما يُعتبر إفشاء لسرّ عسكري، بالإضافة لاعتراض وزارة الدّاخلية بحجة أن الممثلين يرتدون ذات الملابس الّذي يرتديها جنود وضبّاط الأمن المركزي.
تمّ حذف بعض المشاهد من قبل الرّقابة الّتي أصرّت على تغيير نهايته لتنتهي بصراخ مجنّدٍ بريء وساذج، يقوم بدوره الممثّل الراحل أحمد زكي، في وجه رؤسائه في المعتقل بدلًا من النّهاية الأصلية الّتي يفتح فيها المجند النّار على رؤسائه، و يُقتل بعدها من قبل مجنّد آخر؛ ممّا أدّى إلى لتصوير نهاتين للفيلم لم تُعرض النهاية الأصلية إلّا على بعض القنوات الفضائية. ولكن في 2005، سمح وزير الثّقافة المصري حينها بعرض النّسخة الأصلية للفيلم على شاشة السينما في افتتاح مهرجان السينما القومي، أي بعد 19 عامًا من إنتاج الفيلم.

المسلسلات

5- الطريق إلى كابول

ملسلسل من إنتاج قطري-أردني يحكي عن الأحداث التي مرّت بها أفغانستان منذ الاحتلال السوفييتي وحكم حركة طالبان ومن ثمّ الغزو الأمريكي للبلاد عبر سرد قصة حبٍّ لفتاة أفغانية وشاب عربي وقعا في الحب في لندن وقرّرا العودة إلى كابول. كان من المقرّر أن يعرض المسلسل خلال شهر رمضان في العام 2004 على محطّتي الأردن وقطر بالإضافة إلى محطّةmbc . وتشارك في بطولة “الطّريق إلى كابول” مجموعة من الفنانين الأردنيين والسّوريين من بينهم عابد فهد وفرح بسيسو وعادل الطويل.
بحسب تلفزيون قطر الممول للعمل، تمّ منع عرض المسلسل “لأسباب فنيّة”، إلى أنّ معطيات تشير إلى أن عدم عرض المسلسل يعود إلى بيانٍ كان قد نشرته “كتائب المجاهدين في العراق وسورية” على موقع “أنصار نت” يهدّد كل من ساهم وعمل في المسلسل ويهدّد بضرب “مراكز القنوات الفضائية التي تعرض المسلسل، ومراسليها ومراكزها في العراق وسورية في حال تضمن إساءة إلى حركة طالبان الافغانية”. لم تعرض المحطّتان القطرية والأردنية أيًّا من حلقات المسلسل، فيما عرضت mbc الحلقات الثمانية الأولى التي كانت قد تسلمّتها من تلفزيون قطر قبل إعلان إلغاء عرضه ولكن mbc لم تستلم أي من الحلقات التّالية وبالتّالي لم تستطع أن تُكمل عرضه.

6- أهل اسكندرية

كان من المقرّر أن يُعرض المسلسل المصري “أهل اسكندرية” على محطّتي المحور والحياة في رمضان 2014، وعندما لم يُعرض تأجّل عرضه إلى رمضان 2015، ولكنّ المحطّتان تراجعتا عن عرضه. وتدور أحداث المسلسل في فترة ماقبل ثورة يناير 2011، وتحديدًا في عام 2010، ويحاول المسلسل إلقاء الضّوء على الفساد المتفشّي في مؤسّسات الدّولة المصريّة وتحديدًا في جهاز الشّرطة ووزارة الإعلام، بالإضافة إلى الفساد لدى رجال الأعمال.
وكان رئيس الوزراء المصري السّابق إبراهيم محلب قد صرّح في مقابلة تلفزيونية أنّ العمل قد مُنع بسبب “إساءته لجهاز الشرطة المصرية، وأنّ المصالحة بين الشعب والشرطة تمّت بعد أحداث 25 يناير، وأنّه من غير المفضل فتح جراح قديمة.” يشار إلى أنّ المسلسل من إنتاج مدينة الإنتاج الإعلامي ومثّل فيه نخبة من ألمع النّجوم المصريين من بينهم عمرو واكد وهشام سليم وبسمة.
برومو مسلسل “أهل اسكندرية”

7- عناية مشدّدة

مسلسل سوري يرصد معاناة المواطن السّوري اليوميّة في ظلّ الأزمة الّتي تعيشها البلاد من خلال تجسيده لأوضاع النّازحين وللتغييرات الّذي طالت المجتمع السّوري والعلاقات العائلية فيه، عبر شخصيّاتٍ توصف بالعنيفة والدّموية والانتهازيّة، وينتهي المسلسل بالدّعوة للمصالحة الوطنية. تطلّب العمل على “عناية مشدّدة” قرابة عامين وواجه صعوباتٍ كثيرة حتّى أجازت الرّقابة النّصّ وتمّ منحه إذن التّصوير، كما أنّ تصويره لم يكن سهلًا حيث أنّه صُوّر بالكامل داخل الأراضي السّورية ووسط مناطق ساخنة.
ولكنّ رقابة البرامج في التّلفزيون السّوري منعت عرضه وبرّر مديرها هذا بقوله أنّ العمل “لا يتوافق مع المعايير المعمول بها لدى الرّقابة لإجازة العرض”، وعندما سُئل عن المعايير أجاب “لسنا مضطرّين لنشر معاييرنا في الإعلام ويكفي القول أنّ هذا العمل غير متوافق معها.” وكان من المفترض أن يعرض المسلسل خلال شهر رمضان الماضي، ويشار إلى أنّه من بطولة نخبة من النجوم السّوريين منهم عبّاس النّوري وأيمن رضا.
شارة المسلسل الممنوع من العرض

8- الشّتات


هو مسلسل من إنتاج سوري، موثّق بجميع أحداثه، يتناول نشأة الحركة الصّهيونية بأبعادها العقائدية والسياسية والاقتصادية وتأديتها إلى نشوء دولة إسرائيل. أثار ضجّة كبيرة حتّى من قبل أن تبدأ قناة المنار التّابعة لحزب الله اللبناني بعرضه في تشرين أول/أكتوبر 2003، فقد واجهت القناة العديد من الحملات الدولية الّتي دعت لمنع بثّها خاصّةً في فرنسا والولايات المتّحدة. وتجاهلت المنار الحملات والتّهديدات وبدأت بعرض المسلسل إلّا أنّها توقّفت عن عرضه بعد مرور الحلقات العشر الأولى وبعدما ازداد الجدل الُمثار حوله وازدادت الضّغوطات.
شكرا لتعليقك