راسبوتين, الكاهن الأكثر شرّا في التاريخ!
في عام 1916 تم سحب جثة رجل من نهر نييفا
في بطرسبرغ, لقد كانت الجثة منتفخة لكثرة الضرب والتمثيل بها, وملامح
الضحية شبه معدومة وغير ذلك, وتبين بعد ذلك انها جثة أسوء رجال الدين سمعةً
في التاريخ, جريغوري راسبوتين.
هو شخصية شريرة مطلقة, تجسد الشر الذي
يدمر كل ما يقف في وجهه, قضى بشكل تام على عائلة رومانوف الملكية في روسيا,
وقد غيّر تاريخ روسيا للأبد.
في البداية كان راسبوتين احد سكان القرى
في سيبيريا, كان مشهورا بسلوكه وتصرفاته الوقحة, وقد اكسبه ذلك سمعة سيئةً
عنه, وقد كان معروفا أنه فاسق, سارق, زير نساء.
الإسم
ومعنى اسمه راسبوتين فاسق بالروسية.
لقد كان لراسبوتين مجموعة من امثاله
يتبعونه, وقد كان رجال الدين يدفعون له كل احد مبلغ من المال حتى يبقى
بعيداً عنهم ولا يسبب لهم المشاكل.
في الحقيقة لقب كاهن المطلق عليه لا يمت لواقعه بصلة, فهو لم يكن راهبا او كاهناً او رجل دين, ولكنه كان يدعي ذلك.
شكله
كان راسبوتين يملك ذقناً كثيفة الشعر,
ويفرق شعره لنصفين وقد قيل انه يفعل ذلك لانه يخفي قرنا(قصداً منهم أنه
شيطان), وقال اخرون انه يخفي جرحا, وكانت رائحته مثل رائحة الماعز, وعيناه
لا تمت للروح الدينية بصلة, بل على العكس فقد وصفت انها عينا شخص ممسوس
وشيطانية.
تزوج راسبوتين من فتاة محلية من قريته, وانجب منها طفلين, ولكنه لم ينفق عليه وتخلى عن مسؤوليته عنهم وتركهم لوحدهم.
سفره
كان كما يدعي انه سافر حاجاً, وانتحل دور
المؤمن الشاب, وراح ينشر افكاره الفاسدة للفتيات الورعات في القرى التي يمر
بها, فقد كان يقنع أي فتاة تريد التوبة, ان عليها ان تخطئ أولاً, ثم تتوب
بعد ذلك, وقد كان هو وسيلة الخطأ المتوفرة في تلك اللحظة.
وفعلاً نجحت طريقته, واسقط الكثير من الفتيات في شباكه واقنعهن بالخطيئة قبل التوبة.
الوصول للسلطة والنفوذ
في اوائل القرن العشرين, كان روسيا تعانى من الفوضى والفقر, ورغم ذلك كان الاغنياء يسعون وراء التسلية.
كانت الكنسية تبحث بين الناس عن شخصية تملك قوة الشخصية الدينية والذي يأتي لهم بسطلة الهية مباركة.
كانت سمعته كمبشر ساعدته بالوصول إلى الاوساط الحاكمة العالية.
إستغلال الفرصة
كانت إبن العائلة الملكية في روسيا يعاني
من مرض عصى على جميع الأطباء, وقد تم استدعاء راسبوتين لشفاءه, وقد استخدم
التنويم المغناطسي وبعض الطلاسم.
وقد كانت الأم ترى أن ابنها لم يشفى الّا بمعجزة, وقد حصلت بالفعل وقد شفي وصار سليماً, وأمنت ان راسبوتين السبب.
انتشر الخبر في جميع الاوساط, واصبحت
مكانة راسبوتين عالية في الدولة وذو سلطة اكبر ونفوذ اقوى من قبل, ومن هنا
بدء استغلاله لهذه القوة لمصالحه الشخصية ونشر شره أكثر واكثر الدولة.
إزدواجية راسبوتين
كانت شخصية راسبوتين شخصية مزدوجة, فقد كان ملتزما بالكنسية ويصلي ويدعو بورع وخشوع, وبعد الصلاة مباشرة يذهب الى دار بغاء.
فقد كان يتفاخر بقدراته الدينية والروحية وفي نفس الوقت كعاشق للنساء.
سلوك وقح
كان راسبوتين يعشق اهانة من هم اعلى منه
مكانةً, وخصوصا النساء, فقد كان يتحدث اليهن بإسلوب مهين ويمارس اعمالاً
قذرة, ولم تسلم اي إمرأة أفعاله الوقحة.
لجأت إليه احدى الأرامل طلباً للإرشاد الروحي,فإستغل ذلك, فأمرها بأن تجهز نفسها لها ثم تحرش بها, وكتبت في مذكراتها:
"لقد شعرت بالنجاسة والقذارة,لأنه اشعرني انه يخضعني للإختبار الأبدي".
إمتلئت مناصب الدولة بصائدي الثروات
وطماعي المال, فقد كان راسبوتين يبيع لهم هذه المناصب بمبالغ ضخمة, وقد قام
بتعيين العديدين في كافة المناصب, حتى رؤساء وزارة, ولكنه اقالهم بعد ذلك.
الأمل الأخير
لقد استشاط رئيس الوزراء بيتر سكولبن غضبا
من أفعال راسبوتين, فقام بمراقبته وجمع ملفاً ضخماً بجميع أفعال راسبوتين
القذرة, وقد عرضها أمام الحاكم وقد صدقها.
ولكن لم تمضي فترة قصيرة على أغتيل سكولبن.
فقد اطلق عليه النار في دار الاركسترا وهو بجانب الحاكم.
قرار خاطئ مدمر
في وضع روسيا السيء, دخلت روسيا حرباً مع
ألمانيا, فإمتلئت الصحف بأسماء الجنود القتلى, وفقد انضم إليهم القيصر
للجيش وترك العاصمة الروسية تحت براثم راسبوتين.
وقع راسبوتين وثيقة موت الملايين من الجنود الروس, فقد كانت كارثةً حقيقية,
فقد وجد الجنود في المعركة بلا اسلحة,
واسلحة بلا رصاص, وكان يلبسون ملابس صيفية والشتاء على الأبواب, عدوهم
الألماني من القرن العشرين ويستخدم الألة اما هم فلا.
الثورة
بينما يتزايد عدد القتلى من الجنود الروس,
تعلن روسيا الحداد الشامل على ارواح الجنود, وبدء الناس بالتسائل عن سبب
ذلك, وقد اتهم راسبوتين والامبراطورة انهم عملاء للأعداء.
في احدى المرات ركض راسبوتين عارياً نحو الشرفة وصرخ بأعلى صوته "أنا من يحكم روسيا".
في احدى المرات ركض راسبوتين عارياً نحو الشرفة وصرخ بأعلى صوته "أنا من يحكم روسيا".
أصبح الجميع يحمله مسؤولية دمار الدولة واضعاف الحكم الملكي.
والشعب يعارض وجوده على الحكم.
يومه الأخير
في عام 1916 استدرج راسبوتين نحو قبو في
احد المنازل ظنّا منه انه على موعد مع امرأة جميلة, ولكن في الحقيقة فقد
كانوا عدة من الثائرين الذين يريدون قتله, وقد قدّم له شراب مسموم, ولكنه
لم يتأثر به, ثم قدم له بعض الكعك والذي يحتوي على كمية من السيانيد
القاتل, ولكن أيضا لم يؤثر به, عند هذه اللحظة نفذ صبر يوزوبوف(قاتله),
احضر مسدسه واطلق النار على راسبوتين مرتين في معدته, فسقط راسبوتين على
الارض, واعتقد انه مات, ولكنه نهض بشكل مفاجئ وراح يترنح نحو ساحة القصر,
وهناك اطلق عليه الرصاص مرة اخرى, في هذه اللحظة شعر الكثير من الموجودين
بالخوف الشديد, ظنّاً منه انه شيطان بالفعل لا يموت, وبعد موته قام يوزوبوف
بالتمثيل في جثته تمثيلاً شديداً, وضربوه, ثم القوا به في النهر ثم طفت
جثته على السطح.
خارج الموضوع تحويل الاكوادإخفاء الابتساماتإخفاء